قام نيكولاي تشوكا، رئيس الوزراء الروماني، بإلقاء كلمة خلال افتتاح منتدى الأعمال المصري الروماني، وجاء ذلك عقب الكلمة التي ألقاها الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، استهلها بالترحيب بـ “مدبولي”، مؤكدا أن العلاقات التاريخية بين مصر ورومانيا شهدت فترات استثنائية، حيث كانت العلاقات المشتركة بين البلدين كما هو الحال الآن نشطة وواعدة، وهو ما يمكن أن نلمسه على الصعيدين السياسي والاقتصادي.
وأشار رئيس الوزراء الروماني، إلى أن رومانيا نجحت في إرساء دعائم قوية لاقتصادها، وهو ما مكنها من تحقيق معدلات نمو بواقع 8 مرات خلال عقدين، وذلك على الرغم من التحديات التي واجهتها بلاده، لافتاً إلى أن حجم الاستثمارات الحكومية والخاصة – التي بلغت ما يقرب من 30 مليار يورو العام الماضي – أنتجت واحداً من أعلى المستويات الاقتصادية في الاتحاد الأوروبي كله.
العلاقات التاريخية بين مصر ورومانيا شهدت فترات استثنائية وواعدة
وأوضح “تشوكا” أن هناك أكثر من 11 مليار يورو من التمويل الأوروبي، عزز وتيرة تطوير البنية التحتية وخلق فرص عمل جديدة في البلاد، لافتاً إلى أن معدلات التنمية لدى بلاده تعد بمثابة إشارة واضحة للنمو الاقتصادي، الأمر الذي يؤكد أنه يمكن أن نجني مع شركائنا ثمار هذا النمو.
وفي هذا السياق قال “تشوكا”: أقولها متيقناً لقد حان الوقت الآن لكي تتحول هذه الأمور إلى تعاون اقتصادي أعمق وتوسيع نطاق التواصل، ووجودي في هذا المنتدى، الذي يضم عددًا مهمًا من الشركات، يوضح تمامًا هذه الرغبة.
وتطرق رئيس الوزراء الروماني خلال حديثه إلى حقيقة أن وجود هذه الشركات المتنوعة في المجالات المختلفة مثل البنية التحتية في مجال الطاقة والنفط والغاز، والكهرباء والطاقة المتجددة، هو دليل آخر لا جدال فيه على التعاون المشترك المكثف بين البلدين.
وخلال حديثه أشار رئيس الوزراء الروماني إلى أن إمكانات حكومته التي يترأسها، وكذا الاستثمارات العامة للدولة، تتواجد في أربعة مجالات كبيرة يمكن أن تشكل إطارا لعملية التنمية، داعياً أصحاب الشركات للمشاركة في هذه الإطار التنموي، ولافتاً إلى أن هذه المجالات تتضمن: رقمنه الخدمات العامة، وتحسين المهارات الرقمية وتطبيقها في القطاع الخاص، فضلاً عن ضمان الحصول على خدمات اتصال ذات كفاءة عبر شبكات فائقة السرعة. كما أن هذا الإطار التنموي يمكن أن يتسع ليشمل مجالات أخرى.
وفي سياق متصل للحديث عن مجالات أخرى تعتبر أساسية للتعاون والتنمية الاقتصادية، سرد “تشوكا” عددا منها والتي تشمل: التجارة والصناعة، والزراعة والتعدين، والتشييد والبناء، والبنية التحتية، والمياه، والنقل، والإدارة، والحفاظ على التنوع البيولوجي، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والتقنيات الإبداعية.
وفي كلمته، أشار رئيس الوزراء الروماني إلى أن حجم التبادل التجاري بين مصر ورومانيا تجاوز المليار دولار، مؤكدا أن مصر هي الشريك الأول لرومانيا في الشرق الأوسط وعلى مستوى القارة الأفريقية.
وأضاف: هذه النتائج الإيجابية تزيد من طموحاتنا في الترويج لبرامجنا ومشروعاتنا المشتركة، ونحن نرغب في تقوية التعاون الاقتصادي والتوسع في حركة النقل البحري بين ميناءي الإسكندرية و”كونستانتا” الروماني.
وتابع: في الوقت نفسه، يمكننا التكاتف معا من أجل إيجاد أسواق جديدة لبلدينا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، متسائلا من يعرف أكثر من المصريين كيفية فتح أسواق جديدة للتجارة.
وتساءل أيضا لماذا لا نستفيد أكثر من موقع بلدينا من الناحية الجيوسياسية، ومن الخبرات الفنية التي نمتلكها معا من أجل فتح أسواق جديدة في الشرق الأوسط وأوروبا والمناطق المجاورة لها.
وأكد أن الإجابة عن هذه الأسئلة تحدد مقدار ما سنفعله ومدى رغبتنا في إنجاز ذلك، لهذا اشجع الشركات المصرية للاستثمار في رومانيا، فالفرصة الان سانحة مع الأخذ في الاعتبار حقيقة أننا في المستقبل المنظور سنكون جزءا من “منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية “OECD، التي ستساعدنا في دعم المنظومة الإدارية في بلادنا وكذا تهيئة بيئة الأعمال لدينا بالكامل لتتماشى مع أسس أكبر الاقتصادات العالمية، مضيفا: نعمل على دمج الخبرات المُقدمة من قبل المنظمة في نظامنا التشريعي في مجالات مثل الشفافية وخفض مستويات البيروقراطية.
وفي ختام كلمته، أعرب “تشوكا” للدكتور مصطفى مدبولي عن أمله في أن يحول الخطط التي تعمل عليها الدولة المصرية إلى واقع يسهم في مزيد من الرخاء والرفاهية للشعب المصري، مؤكدا: أثق في أننا سننجح في إعطاء مشاريعنا المشتركة إطار عمل إنمائي مثالي.
تعليقات الزوار ( 0 )